بعد أن شغل النظام الايراني بلدان المنطقة بنفوذه وهيمنته وتلاعب بأمنها وإستقرارها من خلال تنفيذ مخططاته المشبوهة ضدها والتي کانت تسعى أولا وأخيرا من أجل تحقيق أهداف وغايات النظام، وبعد أن لعب هذا النظام دورا بشعا في إثارة نار الحروب والازمات في بلدان المنطقة، فقد جاء اليوم الذي يجد نفسه في حالة من الخوف والقلق بعد أن أصبحت لتدخلاته في المنطقة آثار وتداعيات بالغة السلبية عليه وليس من السهل تجاوزها.
القضية الفلسطينية التي وجد فيها النظام الايراني ومنذ بدايات تأسيسه أهم غطاء مناسب وجاهز من أجل إستخدامه في الترويج لنفسه وتحقيق حلم خميني بإقامة إمبراطورية دينية، واللافت للنظر إن النظام الايراني قد حرص کثيرا خلال شروعه بتنفيذ مخططه المشبوه هذا أن يضع مسألة أمنه وإستقراره ودوام بقائه وإستمراره فوق کل إعتبار آخر، ولذلك فإنه ومنذ البداية لم يکن هدفه المواجهة مع اسرائيل والولايات المتحدة کم إنه حرص کثيرا على أن يکون بعيدا عن المشارکة المباشرة في أية حرب يشعلها ويوکل المهمة بأحد أذرعه، لکن الذي جرى بعد حرب غزة، إنه وجد نفسه ورغما عنه يتورط في أحابيل تدخلاته ويکشف للعالم کلاعب رئيسي من وراء الستار.ثوت
الشعارات البراقة والطنانة للنظام والتي حرص على تغييرها والتلاعب بها طبقا للظروف والاوضاع السائدة، والتي بدأت بالهتاف بالموت لإسرائيل وأمريکا ومن ثم الشعارات السخيفة نظير: طريق تحرير القدس يمر عبر کربلاء” أو يمر عبر بيروت أو صنعاء، واليوم خرج لنا النظام الايراني بمصطلح”وحدة الساحات”، أو بالاحرى وحدة وکلائه ولئن کان ظاهر الامر إن هذه الساحات موجهة ضد إسرائيل وأمريکا، لکنها عمليا وفي الحقيقة والواقع موجهة لبلدان المنطقة والسعي لسيطرة عليها جميعا وليس على 4 بلدان فقط کما هو الحال حاليا، غير إن شعوب المنطقة کانت أکثر حذرا ويقظة من السيناريوهات والأعيب المشبوهة للنظام ولذلك فإن الملاحظة المهمة هنا هي إن مخطط النظام صار يواجه رفضا شعبيا في المنطقة.
ليست شعوب المنطقة لوحدها من ترفض تدخلات النظام الايراني في شٶونه وتلاعبه وعبثه بأمنها وإستقرارها، بل إن الشعب الايراني بنفسه يرفض ذلك بقوة وحتى إن النظام الذي سعى وبشکل خاص بعد إثارته للحرب في غزة ودوره المشبوه فيها، أن يصور الوضع في إيران على أساس إن الشعب يقف خلفه ويٶيد کل ما يقوم به على صعيد المنطقة ولکن التزايد الملفت للنظر في الاحتجاجات الشعبية ضد النظام وتوسيع رقعة نشاطات وحدت المقاومة وإضطرار النظام وتبعا لذلك الى زيادة ملفتة للنظر في تنفيذ أعکام الاعدامات، أعطت إنطباعا واضحا بأن النظام يواجه وضعا مقلقا في الداخل وإن مٶامراته ودوره المشبوه إقليميا بات ينعکس تدريجيا عليه ولاسيما وإن الشعب الايراني قد ضاق ذرعا به وبدوره المشبوه.